قائمة الموقع
شرح قصيدة لا تطرق الباب

شرح قصيدة لا تطرق الباب

18 ديسمبر 2021
0 تعليقات

إن كنت تفتقد في نتائج البحث الحصول على شرح قصيدة لا تطرق الباب، فقط كل ماعليك هو الدخول على موقعنا، وتحميل الملف عبر رابط التحميل المباشر على موقع حلك.

شرح ابيات قصيدة لا تطرق الباب

القصيدة تصوّر مأساة الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد الذي يخاطب بيته الفارغ بعد أن رحل عنه الأبناء، وتركوا وراءهم كل شيء. الشاعر يعبّر عن الحنين والحزن العميق لفراقهم، وعن صدمة الوحدة التي يعيشها.
هو يقول لنفسه: “لا تطرق الباب”، فهم لن يفتحوا، فقد رحلوا. لكنه رغم ذلك ما زال يبحث عن أثرهم: يفتّش نوافذهم، يراقب الطعام الذي لم يأكلوه، يطفئ الأنوار كما لو كانوا ما زالوا هناك.
كل زاوية من البيت تذكّره بهم: قمصانهم، كتبهم، وأغراضهم التي أصبحت مرتعًا للنمل. البيت أصبح صامتًا، واسعًا، كأنه يردد صدى حزنه. وفي النهاية يسمع صوتًا داخليًا يقول له: “أهل الدار لن يعودوا”.

1. لا تطرق الباب تدري أنهم رحلوا، خذ المفاتيح وافتح أيها الرجل
الشاعر يخاطب نفسه: لا تطرق الباب عبثًا، فأنت تعلم أنهم قد غادروا ولن يفتحوا، خذ المفاتيح وافتح وحدك.

2. أدري ستذهب تستقصي نوافذهم كما دأبت، وتسعى حيثما دخلوا
يعرف الشاعر أنه سيظل يبحث عن آثارهم في كل مكان كما اعتاد، يفتش نوافذ غرفهم وأماكن وجودهم.

3. تراقب الزاد، هل نافوا وما أكلوا، وتطفئ النور لو… لو مرة فعلوا
يتفقد الطعام ليرى إن كانوا قد أكلوا منه، ويطفئ الأنوار كما لو أنهم عادوا ولو لمرة واحدة.

4. وفيك ألف ابتهال لو نسوه لكي بهم عيونك قبل النوم
يحمل في قلبه آلاف الدعوات لأحبته، يتمنى لو يتذكرونه كما يتذكرهم هو قبل أن ينام.

5. لا تطرق الباب كانوا حين تطرقها لا ينزلون إليها، كنت تنفعل
يذكّر نفسه أن أبناءه حتى عندما كانوا في البيت لم يكونوا يسرعون لفتح الباب، فيغضب لذلك.

6. ويضحكون وقد تقسو فتشتمهم، وأنت في السر مشبوب الهوى جذل
كانوا يضحكون من غضبه، فيثور عليهم بالكلام، لكنه في الحقيقة يحبهم حبًا شديدًا يملأ قلبه فرحًا.

7. حتى إذا فتحوها، والتقيت بهم كادت دموعك فرط الحب تشتعل
وعندما يفتحون الباب ويرآهم، يكاد يبكي من شدة حبه لهم.

8. لا تطرق الباب من يومين تطرقها، لكنهم يا غزير الشيب ما نزلوا
منذ يومين وهو يطرق الباب بلا جدوى، فيذكّره الشيب الكثيف على رأسه بمرور الزمن ورحيل الأحبة.

9. ستبصر الغرف البكماء مطفأة أضواؤها، وبقاياهم بها همل
عند فتح الباب يرى الغرف صامتة مظلمة، مليئة ببقايا أغراضهم المبعثرة.

10. قمصانهم، كتب في الرف، أشرطة على الأسرة عافوها وما سألوا
يرى ملابسهم وكتبهم وأغراضهم التي تركوها خلفهم دون أن يسألوا عنها.

11. كانت أعز عليهم من نواظرهم، وها عليها سروب النمل تنتقل
كانت هذه الأشياء غالية عليهم كأغلى ما يملكون، لكن الآن أصبحت مهملة تزحف عليها أسراب النمل.

12. وسوف تلقى لقى… كم شاكسوك لكي تبقى لهم، ثم عافوهن وارتحلوا
ستجد بقايا أشياء طالما تشاجروا معك ليحتفظوا بها، ثم تركوها ورحلوا دون التفات.

13. خذها لماذا إذن تبكي وتلثمها، كانت أعز مناهم هذه القبل
يقول لنفسه: خذ هذه الأشياء، لماذا تبكي وتقبلها بحزن؟ لقد كانت تمثل لهم أحلامهم.

14. يا أدمع العين من منكم يشاطرني هذا المساء، وبدر الحزن يكتمل؟
يناجي دموعه باحثًا عمّن يواسيه في هذا الحزن الذي يكتمل مع الليل.

15. ها بيتي الواسع الفضفاض ينظر لي، وكل باب به مزلاجها عجل
ينظر إلى بيته الكبير الفارغ الذي يزيد شعوره بالوحدة، وأبوابه مقفلة بإحكام.

16. كأن صوتًا يناديني، وأسمعه: يا حارس الدار، أهل الدار لن يصلوا
يسمع صدى صوته الداخلي يخبره بالحقيقة المؤلمة: أهل البيت رحلوا ولن يعودوا.

معاني الكلمات

  • الزاد: الطعام الذي يُدّخر للسفر أو للحياة اليومية.

  • ابتهال: دعاء وتضرّع بإخلاص.

  • مشبوب: مشتعل، مفعم بالمشاعر (هنا: مشبوب الهوى = ممتلئ بالحب).

  • عافوها: تركوها وزهدوا فيها.

  • سروب: جماعات، أسراب (مثل سروب النمل = أسراب النمل).

  • شاكسوك: جادلوك وعارضوك.

  • يشاطرني: يشاركني.

  • مزلاجها: قفل الباب الذي يُفتح ويُغلق بتحريك قطعة معدنية.

الفكرة الرئيسة للقصيدة

الحزن العميق الذي يعيشه الشاعر بعد رحيل أحبته عن وطنهم، والفراغ والوحدة التي خلفوها وراءهم، وذكرياتهم التي تطارد كل ركن في البيت.

التحليل الأدبي

  • الغرض الشعري: الحنين والفقد والاغتراب.

  • العاطفة المسيطرة: ألم الفراق والوحدة.

  • الصور الفنية:

    • “الغرف البكماء مطفأة أضواؤها” تصوير بديع للوحدة والصمت.

    • “سروب النمل تنتقل” رمز لمرور الزمن وخراب المكان.

  • الموسيقى الشعرية: اعتمد الشاعر على تكرار “لا تطرق الباب” لتأكيد اليأس من عودة الأحبة.

  • مغزى القصيدة: تصوير أثر الهجرة القسرية والغياب القاسي على حياة من تركهم الأحبة وراءهم.

إضافة تعليق